10-02-2016, 06:37 PM | #1 | |
|
السعي للمجد
قليلة هي النفوس التي تصبر على بلوغ المجد التي تسعى له، فالطريق وعر وشاق وعاصف بالابتلاءات والمحن والمصائب.
وليس هناك مانع من السعي*لمجد في الدنيا لكن ليس على حساب المجد الأخروي. ولا ريب فإن المجد الحقيقي هو تحسين الحياة الآخرة الباقية التي سنعبر لها من بوابة الموت ذلك القدر المحتوم الرهيب الذي يعصف بالألباب ويذهل العقول . وتضييق المجد بالمجد الدنيوي والمادي هو أمر غير مقبول،لأن الدنيا وما فيها وبكل عمرها لا تساوي جناح ذبابة،فكيف بمن يسعى لمجد فيها زائل ويغفل عن مجد أخروي باق وهو دخول الجنة ومرافقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومجاورة الرحمن والنظر لوجهه الكريم. والمسلم دائما حريص على حياته الباقية في حياته الفانية فيغتم الثانية بالعمل الصالح والبر والإحسان وطاعة الرحمن من أجل الأولى ، والأولى الحياة الباقية هي الآخرة ،(وللآخرة خير لك من الأولى). وأختم بقصيدة غرّاء لأبي العلاء المعري في هذا الشأن: ألا فـي سـبيل ِالمجـدِ مـا أنـا فاعلُ*** عفــافٌ وإقــدامٌ وحــزمٌ ونـائلُ أعنـدي , وقـد مارسـتُ كـل خفيَّـة***يُصــدَّقُ واشٍ أو يُخــيَّبُ ســائلُ أقلُّ صدودي أنني لكَ مُبغضٌ ***وأ يسرُ هجري أنني عنكَ راحلُ إذا هبَّتْ النكباءُ بيني وبينكم ***فأهونُ شيءٍ ما تقولُ العواذلُ تُعــدُّ ذنــوبي عنــد قـوم ٍكثـيرة ً***ولا ذنــبَ لـي إلا العُـلا والفضـائلُ كأني إذا طـُلتُ الزمانَ وأهله ***رجعتُ وعندي للأنام طوائلُ وقـد سـار ذِكـري في البلاد فمَنْ لهم***بإخفـاءِ شـمس ٍضوءهـا متكـاملُ يَهُم الليالي بعضُ ما أنا مضمرٌ *** ويثقـُلُ رضوى دون ما أنا حاملُ وإنــي وإن كــنتُ الأخـيرَ زمانـه ُ ***لآت ٍبمــا لــم تـّسْــتطعه الأوائـلُ وأغدو ولو أن الصباحَ صوارمٌ *** و أسري ولو أن الظلامَ جحافلُ وأيُّ جواد ٍلم يـُحَـلُّ لجامُهُ ***ونضو زمان أغفلته الصياقلُ وإن كان في لـُبْس ِالفتى شرفٌ له***فما السيفُ إلا غمدهُ والحمائلُ ولي منطقٌ لم يرضَ لي كـُنـْهَ منزلي*** على أنني بين السماكين نازلُ لدى موطن ٍ يشتاقه كلُّ سيد***و يقصر عن إدراكه المتناولُ |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 7 | |
, , , , , |
|
|