|
06-28-2016, 10:26 PM | #1 | |
الأصيل
|
فضل العشر الاواخر من رمضان ,,
الحمد لله رب العالمين يسمع دعاء الخلائق ويجيب .. اليـوم سأقدم لكم موضوع قيم ورائع يغفر لمن استغفره ، ويرحم من استرحمه ، و يصلح المعيب ... نحمده تبارك وتعالى ونسأله التنظيم لأحوالنا و الترتيب ... ونعوذ بنور وجهه الكريم من الفساد و الإفساد والتخريب ... وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المقرب والحبيب ... خلقٌهُ نعمة ، ومبعثه رحمة ، وشمس سنته لا تغيب ... فصلِ اللهم عليه و على آلـه و صحبه و كل من انتسب إليه من بعيد أو قريب ... أمــاآ بعد إخوتـي و أعزاآئي أعضاء و زوار منتديات الكفة الكراآم و بالأخص قــراآء هذا الموضوع,, أتمنى من الله أن يُعجبـكمـ الموضوع هذه أيام شهرك تتقلص، ولياليه الشريفة تنقضي، وقد أوشك على الرحيل وتأهَّب للتوديع، هذه الأيام التي مضت وتلك الليالي التي انقضت هي شاهدة بما عملت، وحافظة لما أودعت، هي لأعمالك خزائن محصنة، ومستودعات محفوظة وستكون في انتظارك يوم القيامة فهي شاهدة لك أو عليك قال تعالى [ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ] [آل عمران آية 30]. هذا شهر رمضان قد زاد على النصف، فمن منَّا حاسب نفسه، من منَّا عزم قبل غلق أبواب الجنة أن يبني له فيها غرفًا من فوقها غرف. ألا إن شهرك قد أخذ في النقصان فاجتهد في العمل، فكل شهر عسى أن يكون منه خلف، وأما شهر رمضان فمن أين لك منه خلف؟! تنقَّص الشهر وا -لهفاه وانهدما *** واختص بالفوز بالجنات من خدما وأصبح الغافل المسكين منكسرا *** مثلى فيا ويحه يا عظم ما حرما من فاته الزرع في وقت البذار فما *** تراه يحصد إلا الهمَّ والندما طوبى لمن كانت التقوى بضاعته *** في شهره وبحبل الله معتصما هذا هو الشهر، وهذه هي نهايته، كم من مستقبل له لم يستكمله؟! وكم من مؤمل بالعود إليه لم يدركه، هلاَّ تأملت الأجل ومسيره، وهلاَّ تبينت خداع الأمل وغروره. كنا بالأمس القريب نستقبل رمضان ونحن في غبطة وسرور، وفي لحظة وغفلة من أمرنا انسلخ الشهر وشرع في الرحيل وهكذا العمر، سينقضي وينتهي الأجل فياليت شعري ماذا قدمنا لهذا اليوم؟! إن كان في النفس زاجر، وإن كان في القلب واعظ فقد بقيت في أيام هذا الشهر بقية وأي بقية، إنها العشر الأخيرة من أيام هذا الشهر الكريم التي كان يحتفي بها النبي صلى الله عليه وسلم أيما احتفاء. ففي الليالي العشرين التي كانت قبلها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلطها بصلاة ونوم، فإذا دخلت العشر الأواخر شمَّر وجدَّ وشدَّ المئزر، هجر فراشه وأيقظ أهله. أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: « كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر – يعني الأخير – شمَّر وشدَّ المئزر ». ربما يكون هذا الشهر آخر شهر يصومه بعضنا، ولا يدري من السابق فينا من اللاحق، فالله في مضاعفة المثابرة والاجتهاد في زمن مبارك أدركنا وأدركتاه، ونحن في وافر الصحة والعافية، فالحذر من التفريط في مثل هذه التجارة الرابحة التي من حُرمها فقد حُرم خيرًا كثيرًا، ولن يضمن إدراك تلك الصفقة مرة أخرى. فيا عجبا من حال أقوام تمر عليهم تلك الليالي الفاضلة وهم في غفلة عنها، لا يقيمون لها وزنا، ولا يقدرون لها ثمنًا، وهذا والله هو المغبون الذي فرط في خير كثير، وكان بإمكانه أن ينال أكثر منه، لو فطن لنفسه، ولكن المحروم من حُرم خير هذا الشهر. أترضى يا مسكين أن تُكتب أسماء من حولك في صحف الملائكة من المقبولين، وتبقى أنت وحيدًا فريدًا محرومًا من غنيمة عظيمة فرطت في ثوابها وفضلها، وكانت منك قاب قوسين أو أدنى؟ إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدًا *** ندمت على التفريط في زمن البذر فشمِّر يا عبد الله عن ساعد الجدِّ، وجاهد نفسك على طاعة الله تعالى، وأطرها على فعل الخيرات وترك المنكرات والملهيات والبعد عن الشهوات والملذات: تفنى اللذاذة ممن ذاق صفوتها *** من الحرام ويبقى الإثم والعار تبقى عواقب سوء في مغبتها *** لا خير في لذة بعدها النار فالله الله في نفسك، فلا توردها الموارد، ولا تعرضها للهلكة وأنت شاهد وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة في تلك الليالي العشر. ففي الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله » (متفق عليه واللفظ للبخاري). وعند مسلم عنها أيضا قالت : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره» وكان صلى الله عليه وسلم يطرق الباب على فاطمة وعلي رضي الله عنهما قائلاً «ألا تصليان..» - رواه البخاري وأحمد. وكان صلى الله عليه وسلم يتجه إلى حجرات نساءه آمرًا فيقول: «أيقظوا صواحب الحجر فربَّ كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة» أخرجه البخاري في صحيحه ومالك في موطئه. وكان صلى الله عليه وسلم لم يترك أحدًا من أهل بيته صغيرًا كان أو كبيرًا يطيق الصلاة إلا وأيقظه، فعند الطبراني من حديث علي رضي الله عنه قال: «إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة». وعند الترمذي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: « لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقى من رمضان عشرة أيام يدع أحدًا من أهله يُطيق القيام إلاَّ أقامه »، وهو صلى الله عليه وسلم في ذلك متمثلاً قوله تعالى: [ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ] - [طه: 132]. فهذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أقبلت العشر الأواخر، اجتهد في العبادة فأحيا الليل بالقيام واعتزل النساء وأيقظ أهل بيته للصلاة وهو من هو؟! هو الذي غفر له ما تقدم وما تأخر، فكيف بمن تلوث بالمعاصي والذنوب؟! هلا أحييت ليلك بالقيام ونهارك بتلاوة القرآن؟ هلا أيقظت أهلك وأولادك للقيام في ليالي رمضان؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم : «رحم الله رجلاً قام من الليل، فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء». [رواه أبو داود، ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه ] كان هذا هو حال المصطفى صلى الله عليه وسلم مع علو منزلته وعظيم قدره، وكذلك كان سلفنا الصالح، فلقد كان السلف الصالح من أسرع الناس امتثالاً واتباعًا للنبي صلى الله عليه وسلم. ففي الموطأ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة وهو يقول لهم: «الصلاة الصلاة» ويقرأ قوله تعالى: [ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ] [ طه : 132]. قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى: «أحب إليَّ إذا دخل العشر الأواخر، أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك ». يا نائمًا بالليل كم ترقد *** قم يا أخي قد دنا الموعد وخذ من الليل وأوقاته *** وردًا إذا ما هجع الرقد من نام حتى ينقض ليله *** لم يبلغ المنزل أو يجهد قل لذوي الألباب أهل *** التقى قنطرة العرض لكم موعد فيا صاحب الذنب العظيم، والإثم الكبير، فالغنيمة الغنيمة في هذه الأيام الكريمة، فمن يعتق فيها من النار فقد فاز بالجائزة العظيمة، والمنحة الجسيمة. اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن ألأعمال بالخواتيم فمن أصلح فيما بقى غفر له ما قد مضى، ومن أساء فيما بقى أخذ فيما بقى وما مضى. فها هي العشر الأواخر فرصة لتصلح ما قد قصرت به في العشرين الأول، فهذه العشر فيها ليلة هي خير من ألف شهر، وفيها يُسن الاعتكاف، والإكثار من الدعاء والذكر وطول القيام، والتهجد في جوف الليل وتلاوة القرآن والأُنس بمناجاة الملك سبحانه. وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الليالي العشر الاعتكاف والانقطاع عن شواغل الحياة، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: « إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله تعالى » . وإنما كان يعتكف النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر التي يطلب فيها ليلة القدر، قطعًا لأشغاله، وتفريغًا لباله، وتخلياً لمناجاة ربه، وذكره ودعائه، وكان يحتجر حصيرًا يتخلى فيها من الناس فلا يخالطهم ولا يشتغل بهم، وهذا أكمل الهدى. فمعنى الاعتكاف وحقيقته، قطع العلائق عن الخلائق للتفرغ لعبادة الله. والاعتكاف من السنن المهجورة التي قلَّ العمل بها وغفل عنها كثير من الناس. قال الإمام الزهري رحمه الله تعالى: «عجبا للمسلمين! تركوا الاعتكاف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل». فبادر أخي المسلم إلى إحياء هذه السنة العظيمة، وحث الناس عليها والترغيب فيها، وابدأ بنفسك فإن الدنيا مراحل قليلة وأيام يسيرة، فتخلص من عوائق الدنيا وزخرفها، واتجه بقلبك وجوارحك إلى الله عز وجل في ذل وخضوع وانكسار ودموع لتلحق بركب المقبولين الفائزين. أخي المسلم: الاعتكاف يكون في كل مسجد ُتقام فيه الجماعة، وإن تخلل أيام اعتكافك جمعة يستحب لك أن تعتكف في مسجد جمعة، فإن اعتكفت في مسجد جماعة خرجت إلى الجمعة ثم ترجع إلى اعتكافك. * واحرص على أن يكون اعتكافك في مسجد بعيد عن كثرة الناس، واختر مسجدًا لا تعرف فيه أحد، فإن هذا أحرى للإخلاص وأفرغ لقلبك وذهنك من محادثة الناس وكثرة مجالستهم والاختلاط بهم. * والاعتكاف مسنون في أي وقت، فللمسلم أن يبتدئ الاعتكاف متى شاء وينهيه متى شاء، إلا أن ألأفضل الاعتكاف في رمضان وخاصة في العشر الأواخر منه، فإذا صلى فجر يوم الحادي والعشرين من رمضان دخل المعتكف ومكث في المسجد حتى خروجه إلى صلاة العيد وهذا وقت انتهائه المستحب. * واعلم بأنه يجوز للمعتكف أن يخرج من معتكفه لقضاء حاجاته الضرورية من قضاء الحاجة أو الإتيان بالطعام أو للتداوي إن أصابك المرض وأنت معتكف، وأن يخرج رأسه من المسجد ليغتسل ويُسرح فعن عائشة رضي الله عنها قالت: « وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه وهو معتكف في المسجد وأما في حجرتي فأرجِّله » وفي رواية: «فأغسله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان إذا كان معتكفًا» [روى أصله البخاري ومسلم وأحمد وابن أبي شيبة]، «وكذلك يجوز للمعتكف أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها ويضع فيها فراشه وذلك لما ورد أن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صلى الله عليه وسلم خباء إذا اعتكف وكان ذلك بأمر منه صلى الله عليه وسلم » [الحديث عنه مسلم]، كما يجوز للمعتكف أن يتحدث بكلام مباح مع أهله أو غيرهم لمصلحة، وذلك لما ورد عن صفية أم المؤمنين قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت لأنقلب (أي انصرف إلى بيتي) فقام النبي صلى الله عليه وسلم معي...» [متفق عليه]. فيا أحبتي : هذه فرصة عظيمة وساعات قليلة، ليستفيد المسلم من هذا الاعتكاف والانقطاع والبعد عن الناس، ليتفرغ لطاعة الله في مسجد من مساجده طلبًا لفضله واتقاء لسخطه وعقابه وإدراكًا لليلة القدر، من قبل أن تطوى الصحف وترفع الأقلام وتنصب الموازين ففريق في الجنة وفريق في السعير. الخاتمة الصيام والقرآن يشفعان لك يوم القيامة كما صح ذلك في الحديث فيا من ضيع عمره في غير طاعة، يا من فرَّط في شهره وأضاعه يا من بضاعته التسويف والتفريط، بئست البضاعة، يا من جعل خصمه القرآن وشهر رمضان، كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة؟! ويل لمن شفعاؤه خصماؤه *** والصور في يوم القيامة ينفخ اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين، وآمنا من الفزع الأكبر يوم الدين، واحشرنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين واغفر لنا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. في الختاامـ أتمنى من الله أن أكون وُفقت في طرح الموضوع |
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
(عرض التفاصيل) عدد الأعضاء الذين شاهدوا الموضوع : 2 | |
, |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|